شهد شهر نوفمبر لحظة مهمة في مسيرة التعاون بين البلدين: خمسون عامًا من الشراكة التي جمعت بين التعليم والفنون والبحث والابتكار. نصف قرن من التواصل والطموح المشترك، شكّله المعلمون والفنانون والطلاب والمؤسسات في كلا البلدين بمساهماتهم المتواصلة.
منذ توقيع الاتفاقية الثقافية عام 1975، عمل المجلس الثقافي البريطاني جنبًا إلى جنب مع شركائه في المملكة العربية السعودية لدعم تعليم اللغة الإنجليزية والتعليم والبحث والفنون. وبعد مرور خمسة عقود، تواصل هذه العلاقة نموّها بثبات، متماشية مع التحول الثقافي والإبداعي الذي تشهده المملكة في إطار رؤية 2030.
زيارة خاصة للاحتفال بالذكرى السنوية
احتفاءً بهذه المناسبة، سررنا باستضافة كيت إيوارت-بيغز OBE، نائبة الرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني، في المملكة العربية السعودية. فقد سلطت زيارتها الضوء على شراكاتنا طويلة الأمد والإمكانات الواعدة للتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والاقتصاد الإبداعي.
انضمت كيت إلى فريق المجلس الثقافي البريطاني في الرياض خلال لقاء موسّع لجميع الموظفين، حيث عبّرت عن تقديرها للجهود التي بذلها الزملاء على مدى العقود الماضية. كما شهد اللقاء تكريمًا لعدد من موظفي المجلس على سنوات خدمتهم الطويلة، إلى جانب لحظات احتفالية جمعت الزملاء والشركاء. وحضر الفعالية ممثلون عن الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومركز إثراء، وهيئة الموسيقى، وهيئة الفنون البصرية، إضافة إلى جلالة السفير السيد ستيفن هيتشن. وعكست هذه اللحظات عمق التعاون البريطاني السعودي وروح العمل المشترك التي تجمعنا.
جدارية للاحتفال بخمسين عامًا من الشراكة
كجزء من هذه الذكرى، كلف المجلس الثقافي البريطاني الفنان السعودي المعاصر حسين الإسماعيل بتنفيذ عمل فني خاص. وكان أول تعاون لحسين مع المجلس في عام 2008 عبر برامجنا الفنية في جدة، وقد عبّر عن سعادته بالعودة للمساهمة في هذا الحدث البارز.
يُعرف حسين بأعماله التي تستكشف السرديات الثقافية والتواصل الإنساني، وقد ابتكر جدارية نابضة بالحياة في مكتب المجلس بالرياض، تجسّد التاريخ والتنوع والإبداع الذي يميز التبادل الثقافي بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.
تعزيز الشراكات الثقافية
خلال زيارتها، التقت كيت بعدد من الشركاء الثقافيين الرئيسيين لبحث سبل مواصلة دعم القطاع الإبداعي المتنامي في المملكة العربية السعودية. وشملت هذه الحوارات فرصًا جديدة للتعاون في مجالات الفنون، وتنمية المهارات، والتبادل الثقافي، بما يعزز التزامنا المشترك ببناء قطاع إبداعي مزدهر ومتجدد.
وبينما نحتفل بخمسين عامًا من العمل المشترك، نواصل التركيز على المستقبل بالقدر نفسه من الاهتمام. يظل المجلس الثقافي البريطاني ملتزمًا بتعزيز الروابط المؤثرة عبر اللغة الإنجليزية، والتعليم، والفنون، والثقافة، ودعم الجيل القادم من المواهب السعودية والبريطانية، إلى جانب تطوير شراكات تسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030. ولا تمثل هذه الذكرى محطة للتأمل فحسب، بل تذكيرًا بقوة الإبداع وروح الشراكة التي ستواصل رسم ملامح التعاون الثقافي خلال العقود المقبلة.